متى ينتهي الوحم؟
يعد الوحم أحد أبرز العلامات التي تميز فترة الحمل، فهو يعكس التغيرات الفسيولوجية والهرمونية التي تمر بها المرأة خلال هذه المرحلة المهمة. ومن خلال هذه المقالة، سنناقش موضوع الوحم بشكل مفصل، من حيث تعريفه، أسبابه، أعراضه، وكيفية تأثيره على الحامل، بالإضافة إلى الإجابة عن السؤال الأهم: متى ينتهي الوحم؟
تعريف الوحم
الوحم هو حالة تحدث خلال أشهر الحمل الأولى، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى التغيرات النفسية والفيزيولوجية التي قد تصيب المرأة الحامل. في العادة، يرتبط الوحم بمشاعر قوية من الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة، أو النفور من أطعمة أخرى، فضلاً عن التقلبات المزاجية والإحساس بالغثيان أو القيء، والتي تتراوح شدتها من امرأة إلى أخرى.
أسباب الوحم
يمكن أن تختلف الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الوحم من امرأة إلى أخرى، إلا أن معظمها يعود إلى التغيرات الهرمونية الكبيرة التي تحدث خلال الحمل. خلال هذه الفترة، يطرأ تغييرات هائلة على مستويات الهرمونات مثل هرمون “البروجسترون” و”الاستروجين”، وهما المسؤولان عن معظم الأعراض الجسدية والنفسية التي ترافق الوحم. وتؤثر هذه التغيرات في التوازن الكيميائي للجسم، مما يؤدي إلى تغيرات في الشهية والرغبات الغذائية.
إلى جانب التغيرات الهرمونية، قد تلعب عوامل أخرى دورًا في الوحم، مثل:
-
التغيرات في مستوى السكر في الدم: قد تؤدي هذه التغيرات إلى شعور الحامل بالرغبة الشديدة في تناول السكريات.
-
التوتر النفسي: من المعروف أن التوتر والضغوط النفسية يمكن أن يزيدا من أعراض الوحم.
-
الحساسية الطبيعية تجاه بعض الروائح أو الأطعمة: قد تصبح بعض الروائح أو الأطعمة مثيرة للاشمئزاز لدى بعض النساء الحوامل.
أعراض الوحم
تختلف أعراض الوحم من امرأة إلى أخرى، وقد تشمل بعض أو كل من الأعراض التالية:
-
الغثيان والقيء: يُعتبر الغثيان الصباحي من الأعراض الأكثر شيوعًا، حيث تشعر المرأة بالحاجة إلى القيء في ساعات الصباح الأولى من اليوم. قد يستمر هذا الشعور طوال اليوم في بعض الحالات.
-
التقلبات المزاجية: تعد التغيرات الهرمونية سببًا رئيسيًا في التقلبات المزاجية المفاجئة التي قد تمر بها الحامل، فتشعر أحيانًا بالحزن أو الفرح الشديد، وفي أحيان أخرى قد تصاب بالعصبية.
-
النفور من بعض الأطعمة: قد تلاحظ الحامل أنها لم تعد قادرة على تناول بعض الأطعمة أو الروائح التي كانت تفضلها قبل الحمل.
-
الرغبة في تناول أطعمة معينة: قد تطرأ رغبات شديدة نحو تناول أنواع معينة من الأطعمة، وقد تكون هذه الأطعمة غير متوقعة أو غريبة.
-
التعب والإرهاق: يعد التعب الزائد عن المعتاد من الأعراض الشائعة في فترة الحمل الأولى بسبب الارتفاع المفاجئ في مستويات هرمون البروجسترون.
متى ينتهي الوحم؟
تتفاوت مدة الوحم بشكل كبير بين النساء الحوامل. في العادة، يبدأ الوحم في الأسابيع الأولى من الحمل، ويصل إلى ذروته في الأسابيع 6 إلى 9 من الحمل. ومع مرور الوقت، تبدأ الأعراض في التراجع تدريجيًا، حيث تختفي بشكل نهائي في غالب الأحيان بعد انتهاء الثلث الأول من الحمل، أي في الأسابيع 12 إلى 14.
ومع ذلك، قد تستمر أعراض الوحم في بعض الحالات طوال فترة الحمل، وإن كانت هذه الحالات نادرة. وتعتبر هذه الاستمرارية غالبًا مؤشرًا على وجود مشكلات صحية قد تتطلب التدخل الطبي.
العوامل المؤثرة في مدة الوحم
هناك عدة عوامل تؤثر في مدة وشدة أعراض الوحم، ومنها:
-
الاستعداد الوراثي: قد تلعب الجينات دورًا في تحديد مدى شدة الوحم. إذا كانت الأم أو الأخوات قد عانين من الوحم لفترات طويلة، فاحتمالية استمرار هذه الأعراض لدى المرأة الحامل تكون أكبر.
-
عدد الحمل: بعض النساء قد يعانين من الوحم بشكل أكبر في الحمل الأول مقارنةً بالحمل الثاني أو الثالث. يحدث هذا غالبًا بسبب التغيرات الهرمونية التي تكون في أقوى حالاتها في الحمل الأول.
-
الحالة النفسية: الصحة النفسية تلعب دورًا في أعراض الوحم، فقد تزيد مستويات القلق أو التوتر من شدة الأعراض.
-
العوامل الغذائية: النظام الغذائي للمرأة الحامل قد يؤثر على أعراض الوحم. على سبيل المثال، قد يساعد تناول وجبات صغيرة ومتوازنة في تقليل الشعور بالغثيان.
متى يجب استشارة الطبيب بشأن الوحم؟
على الرغم من أن الوحم يعد ظاهرة طبيعية في الحمل، إلا أنه في بعض الحالات قد يستدعي استشارة الطبيب. بعض العلامات التي يجب أن تُلفت انتباه الحامل وتشير إلى ضرورة استشارة طبيب مختص تشمل:
-
الغثيان والقيء الشديد: إذا كان القيء مستمرًا ويؤدي إلى فقدان الوزن أو الجفاف، فقد يكون من الضروري إجراء فحوصات لتحديد السبب وعلاجه.
-
النفور الحاد من الطعام أو الروائح: إذا كانت المرأة الحامل غير قادرة على تناول أي نوع من الطعام أو كانت تلاحظ تدهورًا في صحتها نتيجة لذلك، ينبغي استشارة الطبيب.
-
الشعور بالتعب المفرط أو الدوار: إذا كانت المرأة تعاني من تعب شديد قد يؤثر على قدرتها على القيام بأنشطتها اليومية، فقد يكون من الضروري تقييم حالتها الصحية.
التعامل مع الوحم وتخفيف الأعراض
فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد في التخفيف من أعراض الوحم:
-
تناول وجبات صغيرة ومتكررة: من المفيد أن تأكل الحامل عدة وجبات صغيرة طوال اليوم بدلاً من تناول ثلاث وجبات رئيسية.
-
شرب الكثير من السوائل: يجب على المرأة الحامل الحرص على شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب والوقاية من الجفاف.
-
ممارسة الرياضة المعتدلة: يمكن أن تساعد الأنشطة البدنية الخفيفة في تقليل شعور الإرهاق وتحسين المزاج.
-
استخدام الأطعمة التي تهدئ المعدة: مثل الزنجبيل أو الأطعمة التي تحتوي على الليمون، والتي ثبت أنها تخفف من الغثيان.
الختام
إن الوحم هو جزء طبيعي من تجربة الحمل، ورغم كونه قد يكون مزعجًا في بعض الأحيان، إلا أنه يختفي غالبًا مع مرور الأسابيع الأولى من الحمل. تتفاوت تجربة الوحم من امرأة إلى أخرى، وقد تختلف الأعراض ومدتها بناءً على العوامل الوراثية والنفسية والصحية. إذا استمرت الأعراض أو كانت شديدة، يجب على الحامل استشارة الطبيب للتأكد من سلامتها وسلامة الجنين.
